تعرّف على حجم الإنفاق على الإنتاج السينمائي في الأردن خلال 2022

اسراء الرايدة -منذ عام 1962، حين قام المخرج لعالمي ديفيد لين بتصوير “لورانس العرب“، بتصوير فيلمه في الأردن، وصولا لفيلم “المريخي” لريدلي سكوت، “علاء الدين” لغاي ريتشي، و”ديون” أو كثيب لدينيس فيلانويف، بات وجهة دولية للتصوير،ومكانا مفضلا لصناع الأفلام.
الأردن؛ بطبيعته الخلابة مع المناظر الطبيعية الرائعة وهذا التراث التاريخي الاستثنائي، فإن الأردن بالطبع يعد موقع الأحلام لمن يبحثون عن أماكن متنوعة وشاملة في بلد واحد..
من وادي رم إلى البتراء، عبر عمان وتلالها الشرقية، فإن الأردن مليء بالإعدادات المثالية لصنع الأفلام، بيئة مستقرة وآمنة، لذلك اختار العديد من المخرجين المملكة الأردنية كموقع تصوير لأفلامهم.
ومن هنا ارتبطت رؤية التحديث الاقتصادية من خلال برنامج التحديث الذي يغطي الفترة من عام 2023-2025 بتركيز الحكومة على مبادرات تعزز قطاع صناعة الأفلام، حيث اقترح البرنامج التنفيذي لرؤية التحديث الاقتصادي مبادرة تعنى بتطوير منظومة صناعة الأفلام من خلال مبادرات فرعية مثل توفير الدعم والحوافز للصناعة، وترويج سوقها وإنتاجاتها عربيا وعالميا وبأن تكون الهيئة الملكية للأفلام المسؤولة عن تنفيذ هذه المبادرات.
وتهدف خطة التحديث الاقتصادي رفع مساهمة قطاع الصناعات الإبداعية في الناتج المحلي الإجمالي من واقعها في نهاية العام 2021، والمقدر بحوالي 600 مليون دينار الى حوالي المليار وأربعمائة مليون دينار بحلول العام 2033.
وكانت وثيقة رؤية التحديث الاقتصادي قد وصفت واقع قطاع الصناعات الإبداعية بأنه يضم قاعدة مواهب قوية ذات موارد مؤهلة، لكنها تعاني من استنزاف المواهب ونقص المهارات في المجالات المهمة، ولكنها أشارت الى أنه “قطاع مفكك” يفتقر الى الوعي الراسخ والتقدير والتكامل من جانب القطاعين العام والخاص.
ويقدر حجم الاقتصاد الإبداعي في العالم بأكثر من 3.5 تريليون دولار، وهو قطاع مستقر بل تجاوز آثار الأزمة الاقتصادية في العام 2008، وحافظ على نمو بين 6 و8 % سنويا، ويشكل 12 % من التجارة.
ماذا تفعل الهيئة الملكية لتعزيز قطاع صناعة الأفلام في الأردن؟
تقدم الهيئة الملكية الأردنية للأفلام منذ تأسيسها عام 2003 خدمات إنتاج متكاملة للإنتاجات السينمائية والتلفزيونية التي تصور في المملكة.
ويتسنى لصناع الأفلام الحصول على معلومات شاملة حول التصوير في الأردن من خلال الهيئة، بالإضافة إلى تصاريح التصوير اللازمة وتسهيلات إدخال المعدات واستقصاء المواقع.
“نحن نتبع سياسة واستراتيجية منذ تأسيس الهيئة أثبتت فعاليتها وتتماشى مع هدفنا الرئيسي، وهو تطوير صناعة الصوت والبصر الخاصة بنا، مع الترويج للأردن كموقع تصوير”، يقول مهند البكري، مديرعام الهيئة.
ويضيف البكري:” هناك عناصر لا يمكن للمرء تغييرها ونحن محظوظون لأننا حصلنا على العديد من العناصر المواتية في الأردن (مثل الطقس والمواقع)، بينما يمكن تحسين أو تعزيز البعض الآخر (مثل المهارات البشرية أو الحوافز المالية). نحن نواصل العمل على هذا الأخير، لنكون قادرين على المنافسة قدر الإمكان “، بحسب البكري.
ومع ذلك، أكد الأردن موقفه على الخريطة كدولة مطلوبة للغاية للتصوير، وذلك بفضل جميع العناصر المذكورة أعلاه. والدليل على ذلك هو العدد المتزايد من المنتجات الأجنبية في البلاد، والإنتاجات الكبيرة، والتي تؤثر بشكل إيجابي على أكثر من 38 قطاعًا في البلاد. لافتا إلى اتباع نهج متعدد الطبقات، والذي يتضمن جذب وتسهيل الإنتاج في البلاد، وبناء القدرات المحلية، ورعاية المواهب بطرق مختلفة، وتطوير رواياتنا الخاصة، وتعزيز الثقافة السينمائية.
وقال البكري أيضا: “إن التأثير الاقتصادي للتصوير يؤخذ في الاعتبار إلى حد كبير خاصة وأن 38 قطاعا يستفيدون منه. وبالتالي، لدينا العديد من البرامج التحفيزية التي تهدف إلى جذب الإنتاجات، بالإضافة إلى الظروف المواتية الموضوعية في المملكة: المواقع الفريدة، والعمليات السهلة للحصول على التصاريح، والدعم الحكومي، والخصم النقدي الذي يصل إلى 25٪ “.
ويعتبر الأردن موقعاً جذاباً للتصوير نظراً لتنوع مواقعه وتوفر 300 يوم مشمس في السنة ووجود الطواقم المحترفة والحوافز المالية.
حيث يتراوح الرد المالي بين 10٪ إلى 25٪، حسب الإنفاق. كما أن الإنتاجات معفاة من الضرائب الأردنية. بالتالي، يمكن للمستثمرين استرداد ما يصل إلى 56٪ من قيمة الإنفاق.
ووفقاً للقرار الحكومي رقم 5437 بتاريخ 10 أيلول 2014، مُنحت الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الحق في إعفاء بعض الأفلام من جزء من الضرائب والرسوم المترتبة عليها.
هذه الإعفاءات تشمل: الإعفاء من ضريبة المبيعات لأية منتجات و\أو خدمات تم اقتناؤها داخل المملكة للمساهمة مناجل انتاج الفيلم.
إلى جانب إعفاءات ضريبية لأية معدات يتم استيرادها إلى المملكة لاستخدامها فقط في عملية الإنتاج، فضلا عن الإعفاء من الضريبة على الأجور للطاقم غير الأردني الذي يعمل في الفيلم.
ولتعزيز مرافق الإنتاج في الأردن، تم تشييد استوديوهات جديدة تشمل مسارح تصوير، مساحة كل منهما 1500 متر مربع، بمواصفات دولية على مساحة 3000 متر مربع.
التنسيق مع هيئة تنشيط السياحة
لا يكتمل الترويج لأردن كوجهة تصوير عالمية دون هيئة تنشيط السياحة، حيث أن الأردن لديه كفاءات وشركات متخصصة ومؤهلات فردية اكتسبت خبرة واسعة من خلال التعامل مع فرق أجنبية تجعل الأردن متميزًا عن أي وجهة أخرى، وفقا لعلاء الهندي مدير التسويق الرقمي والاتصال في هيئة تنشيط السياحة الأردنية.
وأشار الهندي إلى الدور الذي تلعبه الهيئة في الترويج للأردن كوجهة تصوير قائلاً: “يتم تكبد النفقات والتكاليف للمخرجين الذين يقومون بجولات سريعة بحثًا عن مواقع لتصوير أفلامهم. وتُمنح بعض الإعفاءات، وتُمنح الخدمات اللوجستية والتراخيص بالتعاون مع الهيئة الملكية للأفلام “.
والجدير ذكره أن الهيئة تتعاون في العديد من النشاطات المذكورة مع هيئة تنشيط السياحة الأردنية بين 2007 -2022 في قطاع المرئي والمسموع وترتبط ب 36 قطاع عمل و138 مهنة.
بلغة الأرقام
منذ عام 2007 أنفق قطاع المرئي-المسموع في المملكة ما يزيد على 455 ألف دولار واستحدث 126688 فرصة عمل، بحسب البكري.
وهذا ناتج عن ورش عمل يتم فيها تدريب الكوادر المحلية من خلال ورش عمل متخصص بمواقع الأفلام والفنيات اللازمة للخبرات التي يجب ان يحملها طواقم الأفلام الأردنية عبر مراكز الأفلام التي استحدثت في 7 مناطق في المملكة وهي اربد، المفرق، السلط، الزرقاء، العقبة، وادي رم، البتراء.
فيما صور من عام في الأردن منذ بداية الألفية 124 فيلما محلية وعربية وعالمية.
أما التسويق لهذه المواقع التي من شانها تعزيز الإيرادات الاقتصادية في مجال صناع الأفلام فيكون من خلال المشاركة بالمهرجان السينمائية الدولية المتخصصة من أهمها” كان السينمائي وFocus في لندن، وفعاليات متخصص للمنتجين وأسواق الأفلام منها وShooting Locations Marketplace في اسبانيا و American Film Market في لوس أنجلوس وبرلين.
فضلا عن الترويج المتخصص بحسب البكري في مجلات سينمائية متخصصة عالمية من أهمها؛ The Location Guide، LMGI Awards، The Screen Daily، Hollywood Reporter، ACFM.
هذا ويتم تنظيم جولات تعريفية لمواقع لأفلام التي يدعى لها كبار المنتجين العرب والعالميين.
فيما بلغ عدد الأفلام الروائية التي صورت عام 2022 في الأردن 6 أفلام روائية منها فيلمان أردنيا و4 أجنبية، بينما صور 28 مسلسلا تلفزيونيا منها 23 محلي و5 أجنبية.
من جهة أخرى وصل حجم النمو للعام 2022 في عدد الطواقم المحلية التي عملت في قطاع الأفلام 26% حيث بلغ عددهم 8207 فردا مقبل 6516 فردا في عام 2021.
فيما سجل إجمالي النفقات بالدينار الأردني في قطاع الأفلام 37867132 دينار أردني عام 2022 بنسبة نمو 52%، مقابل 24946641 دينار أردني في 2021.
في المقابل في عام 2022 صور وأنتج 8 أفلام وثائقية أجنبية و4 محلية مقابل 18 فيلما وثائقيا قصير أجنبي و53 محلي، و13 فيلما روائي أجنبي قصير مقابل 89 فيلم روائي محلي قصير، بمجموع 509 فيلم للكل.
- الغد