تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص من المقومات الأساسية لتسريع وتيرة التحول الرقمي في المملكة

بقلم: الأستاذ نجاد النجداوي، جامعة البلقاء التطبيقية
يتمتع قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في الأردن بقدرات تنافسية كبيرة على مستوى الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ولطالما كان من القطاعات الواعدة في الاقتصاد الوطني للمملكة كونها تتمتع بثلاث ركائز أساسية وهي البنية التحتية الرقمية المتينة والمتطورة، والموارد البشرية المؤهلة والقادرة على المنافسة عالميا، ومجموعة من التشريعات الناظمة للقطاع والتي تشتمل على الكثير من الحوافز الضريبية وبرامج التحفيز.
ويسهم قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في مواكبة العولمة التي يشهدها الأردن وتوفير الخدمات للأسواق في المنطقة، حيث وضعت الحكومة الأردنية الاستراتيجيات الملائمة لتطويره وضمان استدامته ورفع مساهمته في الناتج المحلي الاجمالي من 3 % في نهاية العام 2021 إلى ما نسبته 13 % بحلول عام 2033، وزيادة التوظيف فيه إلى أكثر من مائة ألف موظف، مما ساهم في تحويل الأردن إلى مركز إقليمي لتقنية المعلومات والاتصالات يجذب الشركات التقنية الرائدة – مثل هواوي – حيث تسهم هذه الشركات في دفع عجلة التنمية الاجتماعية والاقتصادية من خلال توفير التدريب اللازم للمواهب المحلية من أجل بناء مجتمع ذكي ومتصل بالكامل.
وساهمت المبادرات التي أطلقتها هواوي في تعزيز المجتمع المحلي مثل مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في الشرق الأوسط التي يتم تنظيمها سنوياً والتي توفر للشباب الموهوبين في جميع أنحاء الشرق الأوسط الفرصة لتنمية مهاراتهم التقنية من أجل المساهمة في تعزيز النظام الإيكولوجي التقني في بلدانهم، حيث شارك في المسابقة منذ إطلاقها الآلاف من الشباب والشابات.
وتنظم هواوي برنامج بذور من أجل المستقبل والذي يهدف إلى تعزيز الابتكار التقني. كما توفر الشركة المختبرات الجامعية المشتركة وتنظم مبادرات التحول الرقمي والتنمية والتي تسهم في تعزيز مهارات الشباب الموهوبين وإعداد الجيل القادم من قادة التكنولوجيا.
وبدءاً من عام 2017، شارك طلاب جامعة البلقاء التطبيقية في مسابقة هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات بالإضافة إلى 75.000 طالب من جميع دول المنطقة. وحققت فرق جامعة البلقاء التطبيقية المراكز الأولى في المسابقات، حيث وفرت لهم هواوي الفرصة لزيارة مقرها الرئيسي في شينزن بالصين مع بقية الطلاب من جميع أنحاء العالم والذين حققوا مراكز متقدمة في المسابقة. واطلع الطلاب على آخر التطورات في تقنية المعلومات والاتصالات وتعرّفوا على الثقافة الصينية وتاريخ البلاد.
ولا تقتصر إسهامات المسابقة التي يشارك فيها الطلاب الموهوبون من جميع دول العالم على تنمية المهارات فحسب، بل توفر الفرصة للطلاب للقاء زملائهم من مختلف الثقافات والشعوب مما يسهم في تعزيز التعاون في المستقبل. ومن خلال التعاون مع الأطراف الفاعلة في مختلف الدول، يمكننا تعزيز الابتكار التقني بما يعود بالنفع على المجتمع المحلي والإقليمي والعالم بأكمله.
ولتعزيز التعاون على المستوى الدولي من أجل تنمية المواهب والقدرات التقنية، أطلقت جامعة البلقاء التطبيقية أول أكاديمية من أكاديميات هواوي لتقنية المعلومات والاتصالات في الأردن. وبدءاً من عام 2019، وفرت الأكاديمية التدريب لأكثر من 500 طالب والعديد من المدربين سنوياً على أحدث التقنيات مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي. وتهدف الجامعة إلى تحويل الأكاديمية إلى مركز تدريب إقليمي في المستقبل كجزء من جهودها لتعزيز النظام الإيكولوجي للمواهب في الأردن وردم الفجوة بين التعليم النظري والأنشطة العملية للشركات.
ونظراً إلى القدرات التقنية الكبيرة التي يتمتع بها الأردن، تركز الدولة على إطلاق المبادرات التي تسهم في تعزيز المواهب والخبرات التقنية. ومن خلال التعاون مع الشركات الرائدة مثل هواوي التي تلتزم بتنمية المواهب المحلية وتوفير المعرفة والمهارات اللازمة لتمكين الجيل القادم من متخصصي تقنية المعلومات والاتصالات، يمكننا تحقيق التحول الرقمي ودفع عجلة التنمية في الأردن وبقية دول المنطقة.