أسواق ماليةاخبار عالميةرئيسي

تفاوت في بيانات التجارة للدول الكبرى وسط استمرار تفشي الوباء

رغم إرتفاع وتيرة التطعيم في أوروبا والولايات المتحدة إلا أن عجر الميزان التجاري الفرنسي والأميركي إرتفعا فيما حافظت الشركات الألمانية على نمو صادراتها. في المقابل تمكنت الصين من تحقيق أرقام إيجابية حيث سجلت فائضا في الميزان التجاري مع الولايات المتحدة بقيمة 28 مليار دولار .

ألمانيا : إرتفاع صادرات الشركات الألمانية

أظهرت بيانات من مكتب الإحصاءات الاتحادي الألماني اليوم الجمعة أن الشركات الألمانية تحدت أزمة فيروس كورونا ورفعت صادراتها للشهر الحادي عشر على التوالي، إذ جاء نمو الصادرات عند 1.2%، وهو ما يعادل مثلي ما كان يتوقعه اقتصاديون.

لكن الواردات ارتفعت هي الأخرى، إذ زادت قيمة ما استوردته ألمانيا في مارس/ آذار 6.5% عن الشهر السابق، وهو ما تجاوز بفارق كبير توقعات عند 0.7%. وقلصت زيادة الصادرات ميزان المعاملات الجارية إلى 17.24 مليار دولار.

الميزان التجاري الفرنسي: عجز يفوق 18مليار دولار

نشرت الادارة العامة للجمارك لفرنسية اليوم الجمعة تقريرا حول نتائج التجارة الخارجية في الربع الأول قالت فيه أن العجز التجاري وصل إلى 18.58 مليار دولار، كما استمرت صادرات السلع في النمو بنسبة 1.8%، على الرغم من أنها أقل بقوة مما كانت عليه في الربع الرابع من سنة 2020 اي بنسبة 7.4%، بينما تسارعت الواردات بشكل ملحوظ بنسبة 3% بعد أن كانت نسبة إرتفاعها لاتتعدى 0.7% .

لم تعد التدفقات التجارية إلى مستوى ما قبل الأزمة هذا الربع. وبالتالي ، بلغت الصادرات والواردات 93% و 94% على التوالي من متوسط ​​قيمتها ربع السنوية لعام 2019. وبشكل إجمالي ، تدهور الميزان التجاري بشكل كبير مقارنة بالربع الرابع من عام 2020 بمقدار 3.93 مليار دولار.

تضخم العجز في الولايات المتحدة

سجل العجز التجاري الأميركي مستوى قياسيًا جديدًا في مارس، حيث أدى تدفق المستهلكين بالأموال الحكومية إلى زيادة الطلب المستمر على السلع الأجنبية الصنع.

ذكرت وزارة التجارة يوم الثلاثاء أنه مع جولة جديدة من التحفيز بشيكات قيمة كل منها 1400 دولار واستمرار الاقتصاد المحلي في إظهار تحسن كبير ، تضخم عدم التوازن في السلع والخدمات مع بقية العالم إلى 74.4 مليار دولار.

وزاد اختلال التوازن التجاري مع الصين بأكثر من 22% إلى 36.9 مليار دولار. وارتفع العجز مع المكسيك 23.5% إلى 8.4 مليار دولار. وكتب الخبير الاقتصادي بيل آدامز “التحفيز أبقى على إنفاق المستهلكين الأميركيين خلال الوباء، لكن القيود المفروضة على الصناعات عالية الاتصال حولت إنفاق المستهلكين من الخدمات المنتجة محليًا إلى السلع، والتي يتم استيراد الكثير منها”.

فائض الصين التجاري مع الولايات المتحدة

خلصت حسابات أجرتها رويترز استنادا إلى بيانات من الجمارك الصينية اليوم الجمعة إلى أن الفائض التجاري للصين مع الولايات المتحدة بلغ 28.11 مليار دولار في أبريل نيسان، وذلك ارتفاعا من 21.37 مليار دولار في مارس آذار. وفي الشهور الأربعة الأولى من 2021، بلغ فائض الصين التجاري مع الولايات المتحدة 100.68 مليار دولار.

قالت الإدارة العامة للجمارك في الصين اليوم الجمعة إن الصادرات بالدولار ارتفعت 32.3% مقارنة بالفترة نفسها قبل عام إلى 263.92 مليار دولار، متجاوزة توقعات المحللين بزيادة 24.1% والنمو البالغ 30.6% المسجل في مارس/ آذار. وفي المقابل ارتفعت الواردات بنسبة 43.1% مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، وهي أكبر زيادة منذ يناير كانون الثاني 2011، وارتفاعا من نمو بلغ 38.1% في مارس آذار. كما كان ذلك يفوق قليلا ارتفاعا 42.5% توقعها استطلاع رأي أجرته رويترز، وذلك بدعم من زيادة في أسعار السلع الأساسية.

وقالت الجمارك إن الصين حققت فائضا تجاريا قدره 42.85 مليار دولار في ذلك الشهر، وهو أكبر من فائض 28.1 مليار دولار توقعه استطلاع رويترز.

أسعار النفط والميزان التجاري

انخفضت واردات الصين من النفط الخام 0.2% في أبريل/ نيسان مقارنة بالفترة نفسها قبل عام، إذ قلصت شركات التكرير الإنتاج للتخفيف من الضغط على هوامش الربح الناجم عن ارتفاع أسعار النفط الخام وزيادة في المخزونات.

فقد أظهرت بيانات من الإدارة العامة للجمارك اليوم الجمعة أن أكبر مشتر للنفط الخام في العالم استورد 40.36 مليون طن من النفط الخام في أبريل نيسان، أي ما يعادل 9.82 مليون برميل يوميا. وهذا هو أدنى مستوى منذ ديسمبر كانون الأول وانخفاضا من واردات بلغت 11.69 مليون برميل يوميا في مارس آذار.

العجز التجاري الفرنسي

في الاطار ذاته، اتسع العجز التجاري في فرنسا مدفوعا بتبادلات الطاقة ، التي تدهور ميزانها بشكل ملحوظ في بداية عام 2021 بمقدار2.78 مليار دولار، في أعقاب ارتفاع أسعار النفط الذي تسبب في إتفاع قيمة واردات الطاقة بنسبة 32.5% بينما إرتفعت الصادرات بشكل معتدل بنسبة 17.8% كما تدهور رصيد المنتجات المصنعة بمقدار1.93 مليار دولار ، وبدرجة أقل من المنتجات الزراعية بمقدار 0.12 مليار دولار.

في ظل تحرك أسعار النفط الخام فوق 60 دولارا للبرميل مقابل مستوياتها المتدنية التاريخية قبل عام، واجهت شركات التكرير، وبخاصة الصغيرة والمستقلة منها، تراجعا في هوامش الربح مع تضخم في إمدادات الوقود بكل عام بسبب زيادة العمليات في شركات تكرير خاصة أكبر وأكثر كفاءة.

توقعات صندوق النقد

توقع صندوق النقد الدولي في أواخر شهر أبريل/ نيسان أن تتعزّز وتيرة التعافي الاقتصادي وأن تتسارع التجارة العالمية إلى 8.4% خلال العام الجاري بفضل انتعاش حجم البضائع، لكنه في المقابل توقع أن تظل تجارة الخدمات عبر الحدود، ومنها السياحة والنقل، ضعيفة حتى تتم السيطرة على وباء كورونا عالمياً.

وتوقع الصندوق، في تقريره «آفاق الاقتصاد العالمي» ارتفاع أسعار السلع، خصوصا النفط، بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، بالإضافة إلى انحسار الركود تدريجياً فقط وتلاشي التأثيرات الأساسية المدفوعة بالسلع.

وأشار التقرير إلى أن حالة عدم اليقين والمخاطر المحتملة تنطوي على جانبين: أولهما سلبي، إذ تعد السلالات المتحورة من الفيروس عوامل مقاومة للقاح، أمّا الجانب الإيجابي فيتمثل في الموافقة على لقاحات جديدة، ومع تلقيح السكان المعرضين للخطر، فإن الخوف من الإصابة بالعدوى سيختفي، ما يؤدي إلى تحسن معنويات المستهلك.- فوربس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى