منهاج الثقافة المالية أداة فعالة في نشر الوعي المالي بين الطلبة والمجتمع

فايق حجازين
أسهم منهاج الثقافة المالية في تطوير قدرات الطلبة الدارسين لهذه المادة من الصف السابع ولغاية الثاني عشر في التعامل مع الخدمات المالية، وتبادل المعارف مع الأهل الأمر الذي انعكس على زيادة قدرتهم في اتخاذ القرارات المالية التي تعينهم بحياتهم اليومية.
ويأتي مشروع التعليم المالي في المدارس ضمن البرنامج الوطني لنشر الثقافة المالية المجتمعية الذي أطلقه البنك المركزي الأردني عام 2014 بالتعاون والتنسيق مع مؤسسات حكومية وخاصة مثل وزارة التربية والتعليم ووزارة التخطيط ووزارة المالية وجمعية البنوك ومؤسسة إنجاز ومؤسسة عبد الحميد شومان. ويهدف البرنامج الوطني، حسب وثيقته الرسمية، إلى نشر الثقافة المالية المجتمعية في جميع قطاعات المجتمع بحيث يمكن المواطن من إدراك المبادئ والمفاهيم الأساسية في المجال المالي والمصرفي، وإدارة مدخراته وممتلكاته الشخصية واستثمارها بالشكل الأمثل، وزيادة فرص الاستفادة من المصادر والخدمات والتسهيلات المالية التي تقدمها البنوك والمؤسسات المالية، وزيادة الاشتمال المالي وتعزيز الاستقرار المالي والاقتصادي والاجتماعي في المملكة.
منهاج الثقافة المالية الذي تم اعتماده رسميا قبل نحو 4 سنوات، من قبل وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع البنك المركزي ومؤسسة إنجاز، يهدف أيضا إلى نشر الثقافة الماليّة بين طلبة المدارس، ومنحهم المعرفة والمهارات والسلوكيات السليمة الخاصة بالأعمال المالية، والتي يؤمل منها تمكينهم من اتخاذ القرارات المالية الفعالة والسليمة في حياتهم اليومية ومستقبلهم العملي.
طالبة الصف العاشر من مدرسة الزهراء الثانوية للبنات في عمان، فاطمة محمد نور، تقول إن منهاج الثقافة المالية أقرب ما يكون إلى أسلوب حياة يعتمد بشكل أساسي على التفاعل بين الزملاء والمعلمة في الغرفة الصفية “وهو تطبيق عملي للمواقف التي نعيشها في حياتنا اليومية”.
ويترسخ في ذهن فاطمة مفهوم المستهلك الذكي، حيث أكدت أنه من أكثر الدروس التي تشد الطالب ليصبح قادرا على التفريق بين الاحتياجات والرغبات.
وتضيف أن المواضيع التي يطرحها المنهاج يحفز الطلبة على مشاركة المعلومات مع الأهل مثل المعاملات الإلكترونية والدفع الإلكتروني لأن المعلومات المتوفرة في المنهاج تساعد الأهل في اتخاذ قراراتهم المالية.
لين هيثم عبد الله، من الصف العاشر في مدرسة الزهراء أيضا، تقول أنها من خلال منهاج الثقافة المالية، أسست فكرة ريادية في مجال صناعة الصابون هي وزميلاتها، وعن تلك التجربة تقول: كانت تجربة ناجحة، تعرفت من خلالها وزميلاتي أن هناك فرص عمل غير تقليدية يمكن للأشخاص من خلالها البدء بحياتهم المهنية.
معلمة منهاج الثقافة المالية في مدرسة الزهراء الثانوية للبنات، هدوب عمر، تقول إن المنهاج يساعد الطالب لكي يتعرف الحاجات الأساسية في حياته ليصبح قادرا على التفريق بين الحاجات والرغبات.
وعن الأنشطة التي يتضمنها المنهاج، تبين المعلمة هدوب أنها أكثر تفاعلية وقابلة للتطبيق وتستهدف الطلبة وأسرهم.
كيفية إعداد الخطط المالية والموازنة وطرق الاستثمار الأمثل، كانت من الموضوعات التي ترسخت في ذهن طالب الصف التاسع من مدرسة زيد بن حارثة الثانوية للبنين بمحافظة الكرك، سيف جمال.
سيف بين أنه أصبح أكثر علما ودراية بمفهوم المستهلك الرشيد ولديه القدرة على تمييز السلع البديلة والعرض والطلب.
زميله الطالب صايل عماد القيسي، يبين أن المنهاج عزز لديه المفهوم الشامل للمال وفوائده في الحياة وأصبح أكثر قدرة على الموازنة بين الحاجات الأساسية والرغبات وكيفية إدارة المصروف اليومي والتوفير بطريقة أفضل.
ويبين صايل أن المنهاج يعرف الطالب بطرق الدفع المستخدمة الآن مثل الدفع الإلكتروني والبطاقات الائتمانية ومعرفة الخدمات التي تقدمها البنوك.
معلم منهاج الثقافة المالية في مدرسة زيد بن حارثة الثانوية للبنين في مدينة الكرك يقول: المنهاج يعزز لدى الطلبة مفهوم التعلم النشط والعمل ضمن مجموعات تفاعلية.
وأضاف أن المنهاج يحفز الطلبة على البحث عن معلومات جديدة من خلال وسائل البحث المتوفرة على الإنترنت واشراك أولياء الأمور في بعض الأنشطة التي يتضمنها المنهاج.
ولضمان تمكين الطلبة من المفاهيم والمهارات المتظمنة في المناهج تم تقديمها للطلبة بشكل تدريجي ومتسلسل في الصفوف من السابع وحتى الثاني عشر على شكل مبحث دراسي معتمد في الجدول الدراسي للطلبة بواقع حصة دراسة واحدة للمرحلة الأساسية كمبحث الزامي، وبواقع ثلاث حصص دراسية معتمدة كمبحث اختياري في المرحلة الثانوية.
وحسب البنك المركزي، فإن مدة تنفيذ البرنامج تمتد لسبع سنوات تشمل التخطيط والتصميم للبرنامج والتنفيذ والتدريب ابتداء من الصف السابع وحتى الثاني عشر حيث يتم تناول موضوعات أهمية المال في حياتنا ودوره في سعادة الإنسان، ونشأة المال ومراحل تطوره، وإدارة المال الشخصي، الاستهلاك الواعي وربط المال بالحاجات والرغبات، والإنفاق الرشيد، والادخار، وطرق كسب الأموال ضمن منهاج الصف السابع.
وضمن الصف الثامن، يتعرض الطلبة لموضوعات المال والعمل والأعمال التطوعية، والعمل في المستقبل ومهارة الاتصال والتكنولوجيا والمال، وأدوات العرض والطلب والاستهلاك المسؤول والتخطيط المالي، وطرق الدفع والادخار والترشيد في استهلاك الموارد المالية والطبيعية، والتعامل مع البنوك ومختلف الحسابات البنكية المختلفة.
وفي الصف التاسع يتناول الطلبة موضوعات القيمة مقابل المال والريادة والاقتراض والإقراض، والتجارة الإلكترونية بما فيها البيع والشراء عبر المواقع الإلكترونية، وطرق الدفع الإلكتروني.
ويتناول الطلبة في الصف العاشر موضوعات الخطر والتأمين وأنظمة الدفع الإلكترونية والريادة والسلوكيات المالية غير المسؤولة، فيما يتناول طلبة الصف الحادي عشر موضوعات الريادة وتأسيس الشركات والتعريف بآليات المحاسبة وقراءة القوائم المالية، والصف الثاني عشر موضوعات الاستثمار وضريبة الدخل والضمان الاجتماعي ودور البنك المركزي الأردني في حماية المستهلك والاستقرار المالي.
–(بترا)